languageFrançais

بودن: المرحلة القادمة هي مرحلة الاصلاحات العميقة وهذه آلياتها 

قالت رئيسة الحكومة نجلاء بودن خلال اشرافها على احتفالية تونس بالعيد العالمي للشغل ان حكومتها أثبتت خلال الفترة الماضية قدرة على الصمود وبرهنت على مرونة في التعامل مع الأوضاع المعقدة، غير أن دقة المرحلة تفرض عليها اليوم الشروع، وفي الابان، في تنفيذ الإصلاحات الكبرى للقضاء على الأسباب الكامنة وراء كل الإختلالات.

واكدت بودن ان المرحلة القادمة ستكون مرحلة الإصلاحات العميقة، مؤكدة ان حكومتها عملت على صياغة مشروع إصلاحات شمولي يرسم الخطوط العريضة لعقد اجتماعي يحمي الفئات الهشة ويخلق الثروة ويكرس مبادئ المساءلة والإنصاف.

واوضحت رئيسة الحكومة إن محاور هذه الإصلاحات تنبع من عمق التجربة التونسية وتمت صياغتها من قبل الكفاءات الوطنية وفق مقاربة جديدة كرست التشاركية وانفتاح مختلف مؤسسات الدولة على بعضها البعض (400 إطار سامي للدولة ساهموا في إعداد هذا البرنامج الإصلاحي).


وتشمل هذه الإصلاحات وفق بودن، عدة محاور ومن أهمها تحسين مناخ الأعمال من خلال فسح مجال أكبر للمبادرة والتجديد وإرساء مقومات الحوكمة.

وقالت بودن ان سحكومتها سعت في هذا السياق إلى استهداف المحركات الأساسية كالرقمنة والنفاذ إلى السوق وتکریس قواعد المنافسة النزيهة وتبسيط الإجراءات الإدارية وحذف قائمة ثانية من التراخيص في انتظار اعتماد قائمة سلبية مع موفي هذه السنة.

وتابعت "كما عملنا على إعداد مشروع إصلاح شامل للنظام الجبائي لتكريس العدالة الجبائية والشفافية في المعاملات وتعصير إدارة الجباية وترشيد الامتيازات الجبائية ومقاومة التهرب الجبائي وادماج القطاع الموازي، وفي جانب آخر، أولينا تحسين نجاعة وأداء القطاع العمومي أهمية قصوى باعتبارها من أهم ركائز هذا البرنامج من خلال إصلاح الإدارة والمؤسسات العمومية خدمة للمواطن والاقتصاد".


يقوم برنامج الإصلاحات ايضا وفق بودن على مزيد تكريس الدور الاجتماعي للدولة لفائدة كل التونسيين خاصة في ظل تتالي الأزمات والصدمات، وذلك من خلال مقاربة تمكن من توزیع عادل للدعم وتوجيهه نحو مستحقيه.

واكدت بودن ان حكومتها ستعمل على ألا يستفيد بالدعم إلا من يستحقه، "فليس من قبيل العدل أن تذهب أموال المجموعة الوطنية وأموال الفقراء لمن عليهم أن يساهموا، بحكم نشاطهم، في المشاركة العادلة في ميزانية الدولة" وفق تعبيرها.

وبينت رئيسة الحكومة انه يمكن إصلاح منظومة الدعم من خلال التصدي إلى ممارسات الاحتکار والتهريب والمضاربة مع المحافظة في ذات الوقت على القدرة الشرائية لكل التونسيين.

وشددت بودن على حرص الحكومة على الدور الاجتماعي للدولة وعلى تنمية رأس المال البشري من خلال تطوير جودة التعليم والتكوين وتوفير عناية أفضل بالقطاع الصحي مع توسيع التغطية الاجتماعية ودعم أرضية الحماية الاجتماعية.

وتابعت بودن "أنا على يقين أن هذا البرنامج الإصلاحي يتوفر على الواقعية وقابلية التنفيذ. وإيمانا منا بضرورة تضافر جهود الجميع لحسن تنفيذ الإصلاحات، سنحرص على ضمان التنسيق والتشاور مع الشركاء الاجتماعيين".

واشارت بودن الى ان حكومتها ستعمل على متابعة وتقييم تنفيذ هذه الإصلاحات من خلال منهجية تقوم على ضبط رزنامة تنفيذ العناصر التفصيلية للإصلاح ومقاييس الأداء المرتبطة بها وإدراجها ضمن منصة تسمح بالمتابعة الحينية لإحكام قيادة هذا البرنامج الإصلاحي الوطني.

وقالت بودن ان فريق العمل الحكومي سيقوم خلال الفترة القادمة بتقديم أكثر تفاصيل حول محاور برنامج الإصلاح.

*الحبيب وذان